كل باب له مفتاح والمفتاح المناسب لفتح قلوب الناس هو معرفة طبائعهم..حل مشاكل الناس .الإصلاح بينهم .الاستفادة منهم اتقاء شرورهم...كل ذلك تصبح فيه بارعا إذا عرفت طبائعهم..
افرض أن شابا وقع بينه وبين أبيه خلاف ..اشتد الخلاف حتىطرده أبوه من البيت ..حاول الإبن العودة مرارا لكن الأب كان عنيدا مصرا..
دخلت للاصلاح بينهما..حدثت الأب بالنصوص الشرعية..خوفته من اثم القطيعة..
لم يلتفت اليك ..كان مشحونا غاضبا جدا..أردت أن تستعمل أساليب أخرى للإصلاح..عرفت من طبيعة هذا الأب أنه عاطفي جدا..
جئت إليه وقلت :يا فلان ..أما ترحم ولدك ..يفترش الأرض .ويلتحف السماءأنت تأكل وتشرب ..والمسكين يبيت طاويا ويصبح جائعا..
أما تذكره إذا رفعت كسرة الخبز إلى فمك ..أما تذكر مشيه في حر الشمس..أما تذكرلما كنت تحمله صغيرا ..وتضمه الى صدرك ..وتشمه وتقبله..أيرضيك أن يستجدي الناس وأبوه حي !! تجد أن عاطفة الأب تهيج بهذا الكلام ..ويقترب اكثر من نقطة الإلتقاء..
وان كان أبوه بخيلا محبا للمال ..قلت له يا فلان انتبه لا تورط نفسك ..أرجع الولد تحت نظرك وتصرفك ..أخشى أن يسرق أو يعتدي..فتلزمك الحكمة بسداد ما أخذ ..وإصلاح ما خرب ..فأنت أبوه على كل حال..
انتبه ..تجد أن الأب البخيل سيبدأيعيد موازينه من جديد ..
وان كان كلامك موجها إلى الابن ..وكان جشعا محبا للمال ..
قلت له: يا فلان ..لن ينفعك إلا أبوك ..غدا ستحتاج أن تتزوج ..من يسدد مهرك ؟
لو تعطلت سيارتك من يصلحها ؟
لو مرضت من سيحاسب المستشفى؟
اخوانك يستفيدون كما شاءوا ..مصروف ..هدايا..وأنت جالس هكذا ..ما يضرك أن تصلح ذلك كله بقبلة تطبعها على جبين أبيك أو كلمة أسف تهمس بها في أذنه..
وكذلك لو دخلت لإصلاح بين زوجة وزوجها ..فعلت مثل ذلك..وفتحت باب كل واحد منهما بالمفتاح المناسب ..
ومثله لو أردت إجازة من مديرك في العمل..وعرفت أنه لا يلتفت إلى العواطف ولا الأمور الإجتماعية..وإنما عمل (وبس)
فقلت له:أحتاج إلى إجازة ثلاثة أيام أجدد فيها نشاطي ..وأستعيد حيويتي أشعر أن إنتاجيتي مع ضغط العمل تنحدر تدريجيا ..اعطني فرصة لإراحة (رأسي) فقط ثلاثة أيام ..لأعود أنشط وأقدر..
وإن كان اجتماعيا ..تلحظ من خلال تعاملاته ..أنه حريص على الأسرة والعائلة ..
قلت له :أريد إجازة لأرى والدي ..أولادي ..أشعر أنهم في واد وأنا في واد آخر..إلى غير ذلك
أتقن هذه المهارة ..وستسمع الناس غدا يقولون :ما رأينا أبرع من فلان في القدرة على الإقناع..!!
نتيجة
كل انسان له مفتاح..
ومعرفة طبيعة الإنسان تدلك على معرفة مفتاحه المناسب
(منقووووووووووووووووول)
من كتاب استمتع بحياتك
د.محمد العريفي