نعلنها مدوية .. توبة نصوح.. نتوقف فيها عن معصية الله ..وندافع فيها عن دين الله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا..من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين اتبعوه قولا وفعلا وعدلا وإحسانا..
ثم أما بعد..
أخى فى الله – اختى فى الله..
قال النبى صلى الله عليه وسلم..( إن الله تعالى يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه) ..!!
ألا نستحى من الله ..؟؟
قال تعالى(تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا*أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا)
كل شئ فى هذا الكون لا يصبر أن يرى الله يعصى فى كونه..!!
كل شئ يعبد الله ويطيعه ولا يغفل عن ذكره طرفة عين..
فأين نحن من ذلك..؟؟!!
والله لقد صارت قلوبنا كالحجارة او أشد قسوة..!!
جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم .. فقال : يا شيخ .. إن نفسي .. تدفعني إلى المعاصي .. فعظني موعظة ..
فقال له إبراهيم : إذا دعتك نفسك إلى معصية الله فاعصه .. ولا بأس عليك.
ولكن لي إليك خمسة شروط ..
قال الرجل : هاتها لي ..
قال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فاختبئ في مكان لا يراك الله فيه ..
فقال الرجل : سبحان الله ..كيف أختفي عنه ..وهو لا تخفى عليه خافية..
فقال إبراهيم : سبحان الله .. أما تستحي أن تعصي الله وهو يراك .. فسكت
الرجل .. ثم قال : هات الثانية ..
فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تعصه فوق أرضه ..
فقال الرجل : سبحان الله .. وأين أذهب .. وكل ما في الكون له ..
فقال إبراهيم : عجبا لك تعصي الله وهو يراك .. وتسكن فوق قال الرجل : هات الثالثة ..
فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله .. فلا تأكل من رزقه ..
فقال الرجل : سبحان الله .. وكيف أعيش .. وكل النعم من عنده ..
فقال إبراهيم : عجبا لك تعصي الله وهو يراك .. وتسكن في ارضه.. وتأكل من رزقه..
قال الرجل : هات الرابعة ..
فقال إبراهيم : فإذا عصيت الله .. ثم جاءك ملك الموت قل له لا اموت الان..
فقال الرجل : سبحان الله .. ومن يقدر والله يقول واذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون..
فقال ابراهيم : عجبا لك تعصي الله وهو يراك .. وتسكن في أرضه .. وتأكل من رزقه .. ولا تستطيع رد الموت اذا أتاك ..!
قال الرجل : هات الخامسة..
فقال إبراهيم : فإذا جائتك ملائكة العذاب تأخدك الي النار .. فخذ نفسك الي
الجنة..
فقال الرجل : سبحان الله .. ومن يستطيع ذلك يا ابراهيم..
فقال ابراهيم : عجبا لك في كل مكان يراك .. وتسكن في ارضه .. وتأكل من رزقه
.. ولا تستطيع رد الموت اذا اتاك .. ولا تملك لنفسك جنة ولا نار
ثم بكى الرجل .. ومضى .. وهو يقول : أين الكرام الكاتبون .. والملائكة
الحافظون .. والشهود الناطقون ..
أين أنت من ذلك يا من تتجرأ على سيدك ومولاك..؟؟
أين انت يا من تتعذر بدعوى (سيبونا نفرح ونعيش حياتنا) ..!!
أما علمت ان حياتك لم تأت بعد ..؟؟!!
ألم تسمع قوله تعالى (يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) ؟؟
وساعتها سيكون الندم والحسرات لمن عصى الله .. (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ) ..!!
وهنالك تكون العاقبة للمتقين ..الذين صبروا واستعانوا بربهم مولاهم ..الذين علموا ان الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر..الذين علموا أن الجنة قد حفت بالمكاره وأن النار قد حفت بالشهوات.
يقول تعالى (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) ..
ويكون النداء الأخير .. (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ) ..
فهيا بنا اخوتاه..
نعلنها مدوية .. توبة نصوح..
نتوقف فيها عن معصية الله ..وندافع فيها عن دين الله ..
نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر على بصيرة من الله بالحكمة والموعظة الحسنة..
حتى نكون خير أمة أخرجت للناس.. (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
وحتى ننجو من عقاب الله وعذابه الذى لن ينجو منه أحد إن أراد الله أن يمسسنا بسوء ونحن على حالنا هذا ..!!
(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ..
[size=21]واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
[/size]