المنهج الإسلامي للطفل في رمضان
بقلم احمد عبد الرحمن في زخم الاستعداد لشهر رمضان ربما يتوه أطفالنا بين قوائم الطعام و"المكسرات" التي تجتهد الأسرة في حشو مائدتها بها،
أو حتى قد يغيب الأبناء عن خطة الصلاة وتلاوة القرآن؛ لذا كان لنا هذا اللقاء مع المفكر الإسلامي الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة والأخلاق الإسلامية؛ ليطلعنا على واجب الأسرة في تهيئة الطفل لاستقبال رمضان والاستفادة منه.
هناك مجموعة من السبل التي نهيِّئ بها أطفالنا لاستقبال رمضان
فاالأسرة المسلمة تحمل على عاتقها واجبًا كبيرًا مهمته أن يجعل زيارة رمضان حلمًا يداعب خيال الطفل المسلم، ونبدأ ذلك بترتيب لقاء أو احتفالية تسمَّى "جاءكم رمضان"؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "قد جاءكم رمضان شهر مبارك"، وهذه الاحتفالية عبارة عن اجتماع يُعقَد قبل رمضان بأيام؛ تلتقي فيه الأسرة لوضع (برنامج رمضان)، ويضع كل فرد رأيه ومقترحه في كيفية الترحيب بهذا الضيف العزيز، ونسمح للطفل بأن يقول رأيه مثله مثل الكبير، وعلينا أن نحترم رأيه ونسجِّل كل هذه الاقتراحات حتى تتم متابعتها وتقييمها في حفل وداع رمضان العائلي.
وعلينا أن نبدأ بالتهيئة قبل رمضان بأيام ونعلِّم الطفل أن هناك صيامين: صوم المكلَّفين وصوم الأشبال، وأن المكلفين هم القادرون من أبناء الأسرة على الصيام، والأشبال "الصبيان" هم أفراد الأسرة غير المكلفين بالصيام لعدم قدرتهم على الصيام الكامل لحداثة سنهم وحاجات نموهم.
فيذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة قال: "من كان أصبح صائمًا فليتم صومه ومن كان أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه"، فكنا بعد ذلك نصومه ونصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن (الصوف)، فإذا بكى أحدهم طلبًا للطعام أعطيناه إياها حتى الإفطار.
ونأخذ من ذلك كيف يصوم الصبيان، ومن البدائل العصرية لألعاب الصوف التي تسلي الأطفال وتنسيهم آلام الجوع، خاصةً عند اقتراب المغرب: (ألعاب الكومبيوتر وبرامج التليفزيون الهادفة والمسلية للأطفال)
أما عن صور الصوم التدريبي للأطفال (صوم اليوم كله لمن استطاع في أواخر شهر شعبان، صوم جزء من اليوم، الصوم عن بعض أصناف الطعام "صيام المكرونة- صيام اللحمة- صيام السمك"، الصوم عن بعض الحلوى "صوم الشيكولاته- صوم البنبوني"، صومه عن بعض الألعاب "صوم الكمبيوتر- صوم البلاي ستيشن")، ويكون المقياس الوحيد لنوع الصوم واكتماله هو صحة الطفل وقدرته الجسدية ورغبته، وعلى الأسرة بعد ذلك أن تمنح جوائز معينة لكل من التزم بصيامه الخاص به حتى نشجعه على ذلك.
الحنان والقدوة الحية
يستطيع الوالدان إشعار الطفل بروحانيات رمضان علينا قبل أن نبدأ في شرح ذلك أن ندرك أن هناك فئات عمرية متفاوتة للطفولة، وأن لكل طفل قدراته الخاصة العقلية والجسدية؛ فالطفل من 3 سنوات حتى 6 سنوات سيكون إدراكه للمعاني ضئيلاً وسيترك رمضان أصداء ضعيفة في نفسه، أما الطفل من 6 سنوات حتى 12 عامًا فيحتاج إلى لغة جادَّة تناسب مستوى إدراكه، يتدرَّج مستوى تلك اللغة مع زيادة سنوات عمره حتى عمر الـ12 عامًا؛ ففكر الطفل في تلك المرحلة يغلب عليه الفضول والتطلع الذي يسهل استغلاله من خلال أسلوب الشرح المميز البسيط الجذاب عن فضل رمضان.
وكما اتفقنا: اسمحي لطفلك بالصوم المتدرج، ولا تسمحي له أبدًا بصومٍ يهلكه ويضعف صحته ويورثه مرضًا، ثم ابدئي في الحديث معه عن الشهر الكريم وفضله بالتعاون مع والده، ورددي على مسامعه