خطر اللسان
قال الله تعالى : مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ومعنى رقيب أي : ملك يرقبه
وعتيد : أي حاضر .
وعن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة أخرجه البخاري . (ما بين اللحيين هو اللسان) .
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ، قال : لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه وقال : كف عليك هذا ، قلت : يا رسول الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟ أخرجه الترمذي .
الشرح : اللسان خطر عظيم ، وردت في التحذير منه نصوص كثيرة لما فيه من الأوقات التي يصعب التحرز منها ويسهل الوقوع فيها ، لمن لم يمسكه إلا في الخير ، ولذلك أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه من أكثر ما يدخل النار
الفوائد : - خطر اللسان ووجوب التحرز منه إذ إن الإنسان قد يزل في النار بكلمة واحدة يقولها لا يهتم بها .
- إن إطلاق اللسان في غير طاعة من أسباب دخول النار وحفظه من أسباب دخول الجنة .
- خطأ كثير من الناس وغفلتهم بإطلاق ألسنتهم في الكلام بغير فائدة .
الأمر بحفظ اللسان
قال الله تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا أي : لا تقل ما ليس لك به علم .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، أي المسلمين أفضل؟ قال : "من سلم المسلمون من لسانه ويده متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب متفق عليه . (ومعنى يتبين فيها : أي يفكر أهي خير أم لا؟ ) .
عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال : "قلت : يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به ، قال : "قل : آمنت بالله ثم استقم ، قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال : هذا أخرجه الترمذي .
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ما النجاة؟ قال : "أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك أخرجه الترمذي .
الشرح : في حفظ اللسان من الوقوع في المحارم والكلام فيما لا يعني خير عظيم ونجاة في الدنيا والآخرة ، فلذلك حث عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأرشد إلى أنه من أعظم سبل النجاة
الفوائد : - أن تمام إسلام المرء أن يكف لسانه عن المسلمين .
- أن إمساك اللسان سبب للنجاة .
- أن الرجل قد يدخل النار بكلمة لا يهتم لها