قطرات الندى عضو ذهبي
عدد الرسائل : 564 هوايتي : اعلام الدول : السٌّمعَة : 0 نقاط : 945 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: اين الطريق؟ السبت يناير 24, 2009 3:43 am | |
| اين الطريق؟
من ابتغى نباتا طيبا فلا بد من امرين رئيسيين:
تربة طيبة .... وبذرة طيبة.... والباقي عوامل مساعدة والتربة الطيبة هي الانسان كله والبذرة الطيبة هي شريعة الله كلها فاذا احسن زرع البذرة الطيبة في الارض الطيبة كان نبت طيب وكانت حضارة ونهضة يسعدان الانسان ويسعدان العالم كله
الانسان كله.......
جعلت الحضارة الاسلامية الانسان في الدرجة الاولى ولم تعط الاولوية للالة والمصنع كما فعلت الحضارات الاخرى والانسان بلا شك هو اكرم المخلوقات وقضية تكريم الانسان وتفضيله على غيره من المخلوقات قد تبدو قضية بديهية بالنسبة لعصرنا لكنه قد اتى حين من الدهر لم يكن الانسان فيه شيئا مذكورا حتى لقد استبعد في فترة وخضع للبيع والشراء في سوق النخاسة
جاءت كلمة الاسلام بتكريم الانسان وقصة سجود الملائكة لادم التي حكاها القران ليست للتسلي ولا للتلهي (لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ..... ما كان حديثا يفترى) وسجود الملائكة هو ابلغ درجات التكريم
وهذا التكريم اقتضى صيانة الانسان فكانت صيانة دمه وماله وعرضه بل يبلغ التكريم منتهاه حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ناظرا لبيت الله الحرام الذي زاده الله تشريفا وتكريما (ما اعظمك) و (اعظم حرمتك) لحرمة المؤمن اعظم عند الله من حرمة بيته المحرم
حضارة القرن العشرين شهدت على بعض ادعيائها ممن جعلوا حرمة المؤمن دون حرمة الكلاب فأهدروا جسده ودمه وماله وعرضه وحرموه من ادنى الحقوق بل ادنى الضرورات وحرموه ان يسد رمقه وحتى ان يقضي حاجته!!
قد يقال وكل حضارات الدنيا لم تقم ولا يمكن ان تقوم بغير الانسان ونقول.... ولكنها لا تجعله في الدرجة الاولى ولا تنظر اليه نظرة الاسلام كلا لا يتجزأ أشرف ما فيه قلبه
هنا مفترق الطريق
الحضارة المادية تنظر للانسان كجسد نزوعا الى المستوى الهابط الذي صور به فرويد الانسان مجموعة غرائز تتحرك او نزوعا الى الاصل الهابط الذي تدرج به دارون الى ان يجعل اصل الانسان قردا
حضارة الاسلام .... لا تغفل واقع الانسان انه جسد لكنها لا تغفل الجانب الاخر من الواقع .... ان له روحا ان له عقلا وقلبا وهي تبدا مع الانسان وفي هذا تفترق عن سائر الحضارات من اعز مكان فيه واشرفه من قلبه فتودع فيه العقيدة والايمان وبهذا تكون نقطة التحول للانسان وبهذا يبدأ الانسان معراجه الى حضارة المثل والقيم والاخلاق ولا تغفل بعد ذلك بقية القوى فيه ان لربك عليك حقا وان لبدنك عليك حقا وان لزوجك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه
وهنا يتحقق التوازن في الانسان المسلم المفقودعندغيره فلا الجسد ولا حاجاته يطغى فينقلب الانسان الى حيوان تسيره غرائزه ولا العقل ومنطلقاته يطغى فينقلب الانسان الى خيال بعيد عن الواقع والحياة ولا القلب واشواقه يطغى فينقلب الانسان الى راهب ينقطع عن الدنيا وما فيها وانما كل يسير بقدر كل يسير بفلكه المرسوم
اما القدر الذي يسير قوى الانسان واما الفلك المرسوم الذي يسير فيه فهو في الشريعة التي انزلها الله له وفيها هذا النظام الرائع المحبوك الذي لا يقل روعة عن نظام هذا الكون المتناسق الغريب
وحين تختل القوى او ان تطغى ففي توجيهات هذه الشريعة واوامرها ونواهيها ما يرد الامر الى توازنه ليعود كل يسير بقدر وليعود كل الى فلكه المرسوم بغير طغيان ولا خسران بغير افراط ولا تفريط
المرجع: اساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي دار الاعتصام
| |
|
nada عضو برونزي
عدد الرسائل : 176 السٌّمعَة : 0 نقاط : 85 تاريخ التسجيل : 18/01/2009
| موضوع: رد: اين الطريق؟ السبت يناير 24, 2009 3:24 pm | |
| مشكورة وجزاكي الله كل الخير | |
|