المراهقة مرحلة حرجة من مراحل نمو ابناءنا وبناتنا ، وكثير ما يقف الوالدين حيارى في كيفية التعامل معهم في هذه المرحلة وهي مرحلة بحث الابن او الابنة عن الاستقلالية معتقدين انه بالامكان تحقيق ذلك بالتمرد على الوالدين
ولاهمية هذه المرحلة في نفوس ابناءنا احببت ان اعرض اهم مظاهرها هنا وكيفية التعامل مع هذه المرحلة اعتمادا على مصادر متعددة
اسأل الله ان يهدي ابناءنا لما فيه خيرهم وصلاحهم في دنياهم واخراهم
من مظاهر البحث عن الاستقلالية:- التمحور حول الذات و الشعور بالغربة وشعوره بعدم تقبل أهله له
- اضطراب الهوية : الاعجاب
- الشكوى من التدخل
- معارضة المدرسة
- الخلاف مع الوالدين
- التأثر بالأصدقاء
- التذبذب في التدين : قد يلتزم دينيآ ثم لا يلبث أن ينحرف ، وقد يقبل على الدعوات الدينية الجديدة لكن المعيار هو التربية الدينية في الطفولة و سلوك الأسرة
- اعتناق أفكار ساسية معارضة
- النمو الإجتماعي و الإنفعالي
كما إنه يحاول الإنفصال جسديآ و عاطفيآ عن والديه والإرتباط الوثيق بأصدقائه
وهذا ليس بالأمر السهل بل إنه مصدر للضغط النفسي و التوترلكلا الطرفين.
فتبدأ الصراعات على كافة المستويات وخاصة في بداية المراهقة
فالآباء يقللون من تأثيرهم على أولادهم ، والأولاد يشتكون من شدة سيطرة الآباء محاولين التحرر و الانفصال النفسي عن والديه - اذ يرى المراهق نفسه مختلفآ عن والديه ، ولا يراهما حكيمين مثاليين كما كان سابقآ فيبدأ برفض كل ما يقدمونه حتى لو رآه معقولآ
- يبدأ بممارسة ما يرى أنه يعلمه ويعارض كثيرآ (معاناة الوالدين ) ( وهذا في بداية مرحلة المراهقة )
- يشعر بالافتقار النفسي إلى والديه فيبدأ يتقبل بعض آرائهم ويعارض أخرى ( معاناة المراهقين )
( وذلك في منتصف المراهقة )
- تتشكل الهوية الشخصية ويعرف ما يريد فيصبح متوازنآ ( توافق بين الطرفين ) ( نهاية المراهقة )
ويبدأ في هذه المرحلة بتفضيل اصدقاءه على ذويه فالأصدقاء لا يقدمون النصائح ، وهم يسهلون الأمور على المراهق ويدعمونه اجتماعيآ و عاطفيآ ، ويشاركونه مشاعره الداخلية ، وأحلامه وأفكاره وهذا مما يدفع المراهق للولاء لهم والسير على خطاهم وإن كان غير مقتنعا
كما انه يرفض أي تدخل من الوالدين في إختيار الأصدقاء ، ولذا كثيرآ ما يخطيء في الاختيار ، (لكن مع الوقت يكون أكثر دقيقآ وأكثر صوبآ في ذلك)
ويلجأ الى مقاومة السلطة بكافة اشكالها
فيتمرد على الأسرة : للتعبير عن الميل للتحرر من كل قيد
ويتمرد على المدرسة : شعورآ بالإستقلالية ، فالمعلم بالنسبة للمراهق ما هو إلا إمتداد لسلطة الوالد
ويعبر عن ذلك بميله للنقد : للجميع دون إستثناء بما فيهم الوالدين.
وعلى هذا ينصح الوالدين باثراء معلوماتهم والبحث والاطلاع من اجل احتواء هذه المرحلة والخروج بها الى مرفئ امن حيث عد بعض المربين هذه المرحلة أنها فترة مرضية وليست مرحلة طبيعية يمر بها كل فرد مراهق يبحث عن النضج
والتعامل مع المراهقين فن ومهارة لا يجيدها جميعنا ، ولهذا الفن ستة أركان هي :1. الإعداد
2. الفهم
3. المحبة
4. المرونة
5. الصحبة
6. الدعاء
- فالمراهقة إمتداد للطفولة وبذلك فإن التعامل مع المراهقين ينطلق من فنون تعامل الأطفال
- يجب فهم المراهق فهمآ جيدآ من حيث تكوينه الجسمي وقدراته العقلية و التحولات الوجدانية و الاجتماعية ، واشعاره بأنه مفهوم لدى والديه ومعلميه واخوته
- إرواء الحاجة للمحبة ، فمحبة الابناء فطرة فطر الله الناس عليها لكننا أحيانآ ننسى أن نخبرهم عن حبنا لهم
- المرونة ضرورة من ضرورات التعامل مع المراهقين ، فهذه مرحلة بحث عن الذات والاستقلالية مع اندفاعية وتشدد في الرأي ، فلا ينبغي التشدد عليه فكل ما هو مقترح من الآباء مرفوض . كلما كانت العلاقة متوسطة بحيث يتاح للمراهق فرصة التعبير عما يجول بنفسه وإبداء آرائه دون فرض، لكن هذا لا يعني ترك الحبل على الغارب ، فهناك ضوابط دينية و أخلاقية و إجتماعية لا بد من مراعاتها لكن المرونة مطلوبة
- غرس التدين والضوابط الاخلاقية منذ الصغر ( خاصة خلال السنوات الخمس الأولى ) مع تقوية الجانب الديني خلال فترات التدين و التأمل في المراهقة
- المصاحبة و الكاشفة و المصارحة،
ومن ثمار الصحبة :أ*- تقوية العلاقة بينهم وبين والديهم
ب*- تحسين المهارات
ت*- تعديل السلوك
ث*- إعدادهم للحياة المستقبلية
- تدريب المراهق على الحوار والمناقشة وتبادل الآراء معه وتعوديه على عرض وجهات نظرهم ، وتعريضه للمواقف المختلفة التي تعوده المشاركة والمبادرة بما لا يتعارض مع الآداب العامة
- التوقف عن الانتقاد و السخرية للمراهق حتى ولو على سبيل المزاح
- تقدير المراهق حسب ما تقتضيه مرحلته، فهو لا يريد أن يعامل كطفل
- تلبية حاجة المراهق للاستطلاع :
1. تأمين وسائل اطلاع آمنة :
- تزويد البيت بمكتبة شاملة وجيدة مقرؤة ومسموعة ومرئية
- استكشاف رأي المراهق واستطلاع مواقفه في القضايا والمناسبات المختلفة
- ربط المراهق برجال العلم والدين والمبتكرين
- الرحلات والجولات الاستطلاعية ومن ذلك الحج والعمرة والسياحة
2. حماية المراهق من التعرض للاستهواء بسبب الاستطلاع
- الفكر المنحرف
- الأدب المكشوف
- المادة الاعلامية المنمقة والتي تدعو للرذيلة
- مواطن الرفقة السيئة والتجمعات المشبوهة
- المواقع والمحادثات الشبكية
3. تنمية قدرة المراهق على ضبط الاستطلاع :
- اشعار المراهق باطلاع الله عليه ورقابته له
- تكوين الضوابط الحسية والحركية
- غض البصر
- حفظ السمع
- فن السؤال: السؤال بأدب وليس ف يكل شيء مثل الأسئلة الخاصة أو بهدف المجادلة
- فن الإستئذان : للسماع أو النظر أو السؤال للاقدام على أمر ما
- منع التعدي الاستطلاعي
- الحاجة إلى العمل والمسؤولية بحثآ عن ذاته وقيمته
كما يحتاج المراهق إلى تهيئته لتحمل المسؤلية ومن ذلك :أ*- اسلوب المعاملة :
- الحوار والمناقشة عن طرح آراء
- الشورى في الأمور المتعلقة بالأسرة
- التعويد على اتخاذ القرار
ب*- المشاركة الأسرية:
- التعويد على القيام بمسؤليات تجاه أسرته
- التعويد على الاستقلال المادي والصرف
- التعويد على التخطيط للمستقبل
ت*- المشاركة الاجتماعية :
- المشاركة في أعمل إجتماعية تطوعية
- العمل المؤقت أو المستمر
ارجو ان اكون قد وفقت في عرض فكرة عن ملامح هذه الفترة وكيفية التعامل معها
وانا ارى ان هذا الموضوع من الاهمية بحيث يجب ان يطرح في المجالس النسائية لتتم مناقشته واستيعابه من قبل الامهات فهن المربيات وعلى ايديهن ينشأ شبابنا الناهض