قطرات الندى عضو ذهبي
عدد الرسائل : 564 هوايتي : اعلام الدول : السٌّمعَة : 0 نقاط : 945 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
| موضوع: كلما أحزنك زوجك أذهبى إلى حبيبك الجمعة أبريل 29, 2011 1:52 pm | |
|
كلما أحزنك زوجك أذهبى إلى حبيبك
صارت تحدثني عن معاناتها التي استمرت سنوات طويلة من زواجها،
وكيف أنها تلوذ بالصبر على كل ماكانت تلقاه
من زوجها الذي قالت أنه يدقق ويتابع كل شيء ، ويسأل
عن كل صغيرة وكبيرة ، فهو لا يتغاضى ، ولا يتسامح، ولا يلين .
ذكرت أنها كثيرا ماكانت تشعر برغبة في ترك كل شيء ،
البيت والأولاد والزوج ،
ولكن إلى أين ؟ لم تكن تدري !
كل ما كان يملأ نفسها شعور بأنها ماعادت قادرة
على الصبر ، وأن الأعباء ماعادت محتملة لديها ،
وأن طاقة التصبر عندها وصلت حدها .
سألتها أن تحادثني عن زوجها غير ماذكرته عنه من تدقيق وتفتيش ومتابعة وعدم مسامحة ؛
فقلت إنه قاس ، لسانه حاد ، لا أسمع منه ثناء عليَّ، أو على طبخي، أو على تربية أبنائي ،
لا أسمع منه كلمة حب أو عطف أو حنان ، لقد تعبت، تعبت، تعبت .
لا أعني تعب الجسد فهذا أحتمله وأصبر عليه ؛إنما أعني تعب النفس ، تعب الأعصاب ، تعب الوجدان .
قلت لها هل جربت أن تكلمي أحدا من أهلك أو من أهله ليراجعوه في ذلك وينصحوه،
قالت فاتحه والدي فنفى كل شيء ، وقال إنه غير مقصر نحو بيته، ويوفر لنا كل ما نحتاجه .
هل رأيت ؟ إنه ينظر إلى الجوانب المادية وأنا أريد الجوانبالنفسية والعاطفية والروحية .
قلت لها هل تريدين نصيحتي ؟
قالت لهذا فاتحتك بالأمر .
قلت : أعلم أن نصيحتي قد لا تلقى قبولا كبيرا في نفسك ،
لكني أرى العمل بها هو الأجدى والأربح .
قالت : تفضلي .
قلت : لو أراك الله ما أعد لك من أجر على صبركواحتسابك لقلت : أهذا كله لي ؟
لورأيت مقعدك في الجنة جزاء احتمالك ما تلقينه من عنت زوجك وشدته وقسوته وجفافه ثم سئلت :ما رأيك لو جعلنا لك زوجك مثلما تريدين ..
ولكننا سنقص من أجرك .. ونزلك إلى مرتبة أدنى في الجنة ..
لربما قلت : لا .. أصبر على زوجي فأبقوا علىمنزلتي هذه في الجنة .
هنا سمعت صوت بكاءها بسبب تأثرها مما سمعته من كلام
فقلت لها :
أيهما تفضلين ؟ أن يصلح الله زوجك ولكن منزلتكفي الجنة ستكون أدنى .. أم تواصلين صبرك عليه مع علو منزلتك في الجنة ؟ صمت ولم تجب ومازالت تبكي ....
قلت لها : لا شك في أنك تفضلين أن يكون زوجكما تريدين ، وأن تبقى منزلتك في الجنة ؛ أي أن تظفريبالأمرين معا .
واصلت حديثي : هذا ما تتمناه كل زوجة .
نعم . ولكن الله أقسم على أن يبلونا في هذه الحياة الدنيا ،وفي الوقت نفسه بشرنا إذا صبرنا على هذا البلاء .
قال عز وجل ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين *الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون *أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )
عدت إلى سؤالها من جديد : ماذا اخترت يا أختاه ؟ قالت : لقد اخترت مواصلة الصبر . ولكني أرجوك أن ترشديني إلى ما يعيني على ذلك .
قلت لها : بارك الله فيك لاختيارك مواصلة الصبر على زوجك .
أما ما يعينك على ذلك فهو التالي :
كلما سمعت من زوجك ما آلمك واحزنك ، وكلما وجدت إعراضا وصدودا ، وكلما ضاقت الدنيا عليك من شدة زوجك وقسوته .. اذهبي إلى حبيبك
نعم حبيبك واشكي زوجك إليه !
قاطعتني مستنكرة : وانا مالي حبيب ؟ قلت لها بلى لا تتعجلي ! أليس الله حبيبك ؟ ألا تحبين الله تعالى ؟
قالت : بلى أحبه .
قلت إذن الجئي إليه سبحانه ، وناجيه جل شأنه بمثل هذه الكلمات :
اللهم إني أحبك . وأحب أن أقوم بكل عمل يرضيك ،
وأنا أعلم أن صبري على زوجي يرضيك عني .
اللهم فالهمني حسن الصبر عليه ، وامنحني طاقة أكبر على احتماله ، وأعني على مقابلة اساءته بالإحسان
اللهم ولا تحرمني الأجر على هذا الصبر ، واجز لي ثوابك عليه ، وابن لي عندك بيتا في الجنة
منقول للفائدة اللهم أرزقنى حبك و حب من يحبك و حب أعمال صالحة تقربنا لحبك
|
|
| |
|