The Hunter and the pearl
الصياد واللؤلؤة
كان يا ما كان
كان هناك صياد للسمك .. حريص وجاد في عمله..كان يصيد في اليوم سمكة فتبقى في بيته ما شاء الله أن تبقى حتى إذا انتهت .. ذهب إلى الشاطئ .. ليصطاد سمكة أخرى ..
وذات يوم .. وبينما زوجة ذلك الصياد تقطع السمكة التي اصطادها زوجها إذ بها ترى أمراً عجباً .. رأت في بطنها لؤلؤة .. تعجبت .. لؤلؤة .. في بطن سمكة .. ؟؟ سبحان الله ..
* زوجي .. زوجي .. انظر ماذا وجدت .. !؟
* ماذا .. !؟
* إنها لؤلؤة ..
* لؤلؤة في بطن السمكة .. !! يا لك من زوجة رائعة .. أحضريها علنا نقتات بها يومنا هذا ونأكل شيئاً غير السمك ..
أخذ الصياد اللؤلؤة .. وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور ..
* السلام عليكم ..
* وعليكم السلام ..
* القصة كذا وكذا .. وهذه هي اللؤلؤة ..
* أعطني أنظر إليها .. يااااااااه .. إنها لا تقدر بثمن ولو بعت دكاني وبيت جاري وجار جاري ما أحضرت لك ثمنها .. لكن .. إذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة عله يستطيع أن يشتريها منك .. !!! وفقك الله ..
أخذ لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة ..
* وهذه هي القصة يا أخي ..
* دعني أنظر إليها .. الله .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن لكني وجدت لك حلاً .. إذهب إلى والي المدينة .. فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة ..
* أشكرك على مساعدتك ..
وعند باب قصر الوالي .. وقف الصياد .. ومعه كنزه الثمين .. ينتظر الإذن له بالدخول عند الوالي ..
* سيدي .. هذا ما وجدته في بطنها ..
* الله .. إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه .. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها .. لكن سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة .. ستبقى فيها لمدة ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة ..
* سيدي .. علك تجعلها ساعتان .. فست ساعات كثير على صياد مثلي ..
* فلتكن ست ساعات .. خذ من الخزنة ما تشاء ..
دخل الصياد خزنة الوالي .. وإذا به يرى منظراً مهولاً .. غرفة كبيرة جداً مقسمة إلى ثلاث أقسام .. قسم مليء بالجواهر والذهب واللآلئ .. وقسم به فراش وثير .. لو نظر إليه نظرة نام من الراحة .. وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب ..
الصياد محدثاً نفسه : ست ساعات .. ؟؟ إنها كثيرة فعلاً على صياد بسيط الحال مثلي أنا .. !! ماذا سأفعل في ست ساعات .. ؟! حسناً .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث .. سآكل حتى أملأ بطني حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب ..
ذهب إلى القسم الثالث .. وقضى ساعتان من المكافأة .. يأكل ويأكل .. حتى إذا انتهى .. ذهب إلى القسم الأول .. وفي طريقه إلى ذلك القسم رأى ذلك الفراش الوثير .. فحدث نفسه : الآن .. أكلت حتى شبعت .. فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن .. هي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها ..
ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى وغط في نوم عميق ..
وبعد برهة من الزمن ..
* قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد انتهت المهلة ..
* هاه .. ماذا .. ؟؟
* نعم .. هيا إلى الخارج ..
* أرجوكم .. ما أخذت الفرصة الكافية ..
* هاه .. هاه .. ست ساعات وأنت في هذه الخزنة والآن أفقت من غفلتك تريد الإستزادة من الجواهر .. أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر حتى تخرج إلى الخارج فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها .. لكنك أحمق غافل لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. خذوه إلى الخارج ..
* لا ... لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااا .... !!!
انتهت القصة .. لكن العبرة لم تنتهي ..
فتلك اللؤلؤة هي روحك أيها المخلوق الضعيف .. إنها كنز لا يقدر بثمن .. لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز ..
أما تلك الخزنة فهي الدنيا .. أنظر إلى عظمتها وأنظر إلى استغلالك لها ..
أما عن الجواهر فهي الأعمال الصالحة ..
وأما عن الفراش الوثير فهو الغفلة ..
وأما عن الطعام والشراب فهي الشهوات ..
والآن .. أيها الصياد .. أما آن لك أن تستيقظ من نومك .. وتترك الفراش الوثير .. وتجمع الجواهر الموجودة بين يديك .. قبل أن تنتهي المهلة .. فتتحسر والجنود يخرجونك من هذه النعمة التي تنعم بها .. ؟؟!!!