هداية عضو ذهبي
عدد الرسائل : 766 الموقع : السعودية هوايتي : اعلام الدول : السٌّمعَة : 0 نقاط : 1279 تاريخ التسجيل : 16/11/2008
| موضوع: أطفالنا الموهوبون . . . ثروات كيف ننميها الثلاثاء يناير 18, 2011 7:33 am | |
|
أطفالنا الموهوبون . . . ثروات كيف ننميها
كل فرد يملك قدرة على الإبداع ، والبيئة هي التي تعطيه الفرصة أو تمنعه من إبراز موهبته يعد الطفل الموهوب مثل النبتة، يحتاج إلى من يحميه ويساعده على النمو الطبيعي ، ويزيل من امامه العقبات ، ويفتح له الطريق ، كما يحتاج إلى من يفهمه ، ويقدرتفوقه وموهبته . وهذا يتطلب منا ان نعرف من هو الطفل الموهوب ؟ وكيف ننمي مواهبه ؟ وما هي العوامل التي يمكن ان تعيق هذه الموهبة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق ، فقد شهد العقد الأخير من القرن الحالي حركة واسعة تدعو إلى تنشيط الاهتمام بالموهوين والمبدعين ، وتركز على ضرورة توفير المناهج والمقررات والبرامج التربوية التي تلبي احتياجاتهم ، وعلى صياغة البنى والهياكل المؤسسية القادرة على إدارة هذه الأنشطة والحفاظ على استمراريتها، ذلك من جهة، ثم ياتي العمل على تطويرها من جهة ثانية، وقد نجحت هذه الحركة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربرية، في تحريك الاهتمام بالموهبة والإبداع في بلدان العالم المتقدم ، وهي ما تزال تحرك هذا العالم المتيقظ لمستقبله ، ومن هذا المنطلق نجد الكثير من القرارات التربوية والاجتماعية، وحتى السياسية الخاصة بالموهوبين والمبدعين تبنى على اساس نظرة المجتمع إلى هذه الفنة من ا لنا س .
وتقول د . صالحة عيسان - الأستاذة بكلية التربية والعلوم الإسلامية جامعة السلطان قابوس - أن كل فرد يملك القدرة على الإبداع ، وأن لديه الاستعداد لممارسة هواية معينة، وهذا يتوقف على مجموعة من الظروف تتدخل فيها دوافعه واتجاهاته وقيمه الخاصة والفرص المتاحة لها في البيئة، فالأطفال جميعا لديهم خيال إبداعي ، او إنتاجي بدرجة ما، والمهم العمل على تنمية مواهب الطفل بطريقة جيدة، حتى تنمو لديه الملكات الإبداعية الخاصة بصورة ارتقائية، ولهذا يعتقد العلماء ان الفترة الحاسمة التي يمكن ان يرتقي فيها الخيال الإبداعي لدى الأطفال هي ما بين سن سنتين وست سنوات . ولذلك فإن تنمية هوايات الأطفال وقدراتهم الإبداعية مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع ، ولا يمكن ان يتم تطوير وتنمية هواياتهم وقدراتهم الإبداعية إلا إذا تضافرت جهود الجميع - تلك الجهود المبنية على معرفة وإدراك وخبرة في كيفية التعامل مع الطفل ومساعدته على تطوير قدراته . وينتقد د. علي سليمان - أستاذ الصحة النفسية بجامعة طنطا - عدم
الاهتمام بالتفوق في المجتمعات العربية فيقول : ينصب الاهتمام في المجتمع العربي على تلقين الأطفال المعلومات بطريقة شبه جامدة، كما ان مشكلات الحياة اليومية غالبا ما يتم تبسيطها وتسطيحها من خلال ما تقدمه برامج الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ، في حين نجد المجتمعات المتقدمة تقدر الموهبة العقلية وتحث على تنميتها، فمعظم الجامعات الغربية تضع برامج خاصة لرعاية الأطفال المتفوقين ، وتعمل على إعداد مدرسين مؤهلين للتدريس لهم ، ومعظم هذه البرامج يشجع على حب الاستطلاع والتعلم والرغبة في المعرفة. وتؤكد د. صالحة عيسان : أن الإبداع لا ينشأ من فراغ ، بل إنه يعتمد على ركيزتين اساسيتين هما : - الاستعداد الفطري الطبيعي ، او الشخصي . - الصقل والمران المستمر لهذه الفطرة وتنميتها وتوجيهها الوجهة المناسبة. ولا شك ان التربية الإبداعية قضية اجتماعية تهم المجتمع كله وتشغله ، وتقع مسؤولية تنميتها على جميع مؤسساته ، ولا تختص بها مؤسسة واحدة فقط ، ولابد ان تتضافر الجهود لتنمية السمات الإبداعية والاهتمام بها منذ الطفولة المبكرة . ولكن : هل نستطيع ان نحوذ جميع افراد المجتمع إلى مبدعين ؟
بالطبع لا، ولكننا نستطيع أن ننمي التربية الإبداعية لدى أكبر عدد ممكن منهم بمستويات متباينة بشرط تكامل جهود جميع المؤسسات المجتمعية والمدرسية في ذلك .
وتؤكد الان اوساط علمية عديدة أن اهم اسس التقدم الحضاري في هذه المرحلة تتمثل في : نظم المعلومات من ناحية، والتفكير الإبداعي من ناحية اخرى. سمات المبدع وتشير البحوث والدراسات المختلفة أن اهم خصائص الأشخاص المبدعين وصفاتهم العامة إلى جانب نسبة الذكاء هي : - النظرة للحياة نظرة مرنة، وليست نظرة جامدة أو مطلقة . - النظرة للسلطة على انها امر تقليدي وليست امرأ مطلقاً. - لا يميل المبدع إلى التفكير الذي ينظر إلى الأشياء بانها سوداء او بيضاء. - يتميز بالشجاعة الأدبية والإقدام والرغبة في اقتحام الأشياء واستكشاف مجاهل الطبيعة. - يمتاز المبدع بروح الفكاهة والمرح . - الشخص المبدع اقل جمودا أو تعقيدا، وأكثر ميلأ للمرونة والحرية الفكرية. وجدير بالملاحظة أن السن الذي يصل فيه المبدع إلى قمة الإبداع يختلف باختلاف المجال الذي يظهر فيه الإبداع . كيف نقتل الابتكار؟
يوضح الباحث تيسير صبحي ان هناك عدة عوامل قد تعوق الإبداع بعامة، وتقلل من درجة الاهتمام بالمهارات الإبداعية بصورة خاصة ، وهي : - التقويم المتوقع : فالأفراد الذين يركزون على كيفية تقويم إنتاجهم يكون مستوى إبداعهم ادنى من مستوى إبداع الأفراد الذين لا يعيرون هذه المسائل انتباها . - المراقبة والإشراف : يكون إنتاج الأفراد الذين يشعرون أنهم موضع إشراف ومراقبة أقل إبداعأ واتقانا من إنتاج الأفراد الذين لا يشعرون بذلك . - المكافاة: فالأشخاص الذين يقومون باداء مهمات معينة لقاء مكافاة او تعزيز، يكون مستوى إبداعهم أدنى من مستوى إبداع الأشخاص الذين يقومون باداء هذه المهمات دون انتظار مكافاة أو تعزيز. - المنافسة: فالأشخاص الذين يشعرون بتهديد مباشر في اعمالهم ومنافسة لهم من الأخت هم اقل إبداعأ من الأشخاص الذين لا يعيرون المنافسة بالأ . - الاختيار المقيد: فالأشخاص الذين يقومون بأداء مهمات محددة ومقيدة بشروط معينة، أقل إبداعأ من الأشخاص الذمين تترك لهم حرية اختيار المهمات والقيام بها بالكيفية التي يردنها مناسبة. - الدوافع الخارجية: فالأشخاص النين يهتمون بالعوامل الخارجية التي تؤثر في اداء المهمات التي يقومون بها، هم أقل إبداعا من اولئك الذين يتموت بالعوامل الداخلية التي توثر في تلك المهمات . كيف ننمي الموهبة؟
ينبه د. طي سليمان - الخبير التربوي - على ان اهم العوامل في تنشئة الطفل الموهوج : مساعدته لكي ينهم احاسيسه ، ديرف كيف يستفيد منها في مسار نموه ، واذا لم يستطع الطفل ان يحدد مشاعره ، فسيكون من المستحيل عليه أن يقتنع بنفسه ، كإنسان ذي قيمة وفاندة، ويجب ألا نصف الطفل بصفة الخطا والصواب ، لأن المشاعر في ذاتها تلقائية، كما انها جزء من طبيعة الإنسان ، ولكن طريقة التعبير عنها قد تاخذ صورة الصواب والخطأ، ولذلك يجب عليه ان يسيطر عليها لى لضبطها وبنبها عن طرز التوافق الاجتماعي ، كما يجب تعريفه بطريقة التعبير عن مشاعره ، ليمكنه تحمل عبارات الرفض والتانيب المتوقعة مع ملاحظة ان عدم التشجيع وشعوره بالإحباط يؤديان إلى نقص إنتاجه ، إذا ما قرناه بالقدرة الحقيقية التي يمتلكها .
وإذا أردنا كآباه ان نساعد المدرسة في توصيل الطفل الموهوب إلى أهدافه ، فلابد ان يكون ذلك منذ البداية، وذلك بأن تنواءم مع حاجات الأطفال ، ولا نربيهم بحيث يكونون صورأ منا، وهذا ما قد يقع فيه الكثيرمن الأباء والمربين . وقد وجد العلماء أن أباء لامهات الأطفال المبدعن لا يميلون إلى التسلط ، ويتيحون لأبنانهم وبناتهم حرية اتخاذ القرار الذي يرونه مناسبا، كما يتيحون لهم فرص اكتشاف البيئة من حولهم ، هذا علاوة على توفير مجموعة من البرامج التربوية البيتية والأنشطة التي يخطهها الوالدان ، مثل زيارة المكتبات العامة، وزيارة المعارض والمتاحف ، ومشاهدة البرامج العلمية والتربوية وحضور الندوات والمحاضرات ، وقراءة الكتب والقصص لأبنانهم وبناتهم ، وغيرذلك كثيرمن الأنشطة. دور المعلم
يؤكد تيسير صبحي ان دور المعلم هام جدأ في تنمية الإبداع عند الأطفال ، وهناك اساليب وطرق كثيرة يستطيع المعلم الناجح الإفادة منها في التعامل مع طلبته منها: - ان يقدم عددا كبيرأ من الأنشطة التي تشجع التفكير الإبداعي . - الابتعاد عن الأنشطة التي تعتمد الحفظ غيباً. - استخدام التقويم بهف التشخيص لا بهدف إصدار حكم نهائي . - إتاحة الفرص امام الطلبة لاستغلال خبراتهم ومعارفهم بصورة مبدعة. - تشجيع الطلبة على التعبير التلقائي . - إحاطة الطلبة بجو يسوده القبول والجذب .
- تشجيع الطلبة على طرح افكارهم الجديدة، ومساعدتهم في اختبارها بعيدا عن أي محاولات لتسفيه اي افكار مطروحة، او التقليل من شانها .
- تدريب الطلبة بهدف تنمية قدراتهم على التفكير الإبداعي وامتلاك عناصر الإبداع : الأصالة والطلاقة والمرونة، هذا إضافة إلى تدريبهم على اليات توليد الأفكار الجديدة وإصدار الحكم وإدراك العلاقات القانمة بين الأشياء.
- تدريب الطلبة على مهارات بحثية منها : المبادرة الذاتية للاكتشاف ، والملاحظة والتصنيف ، طرح الأسئلة، تنظيم المعلومات واستخدامها " التسجيل " الترجمة، الاستدلال ، اختبار الاستدلال . وأخيراً. . . فإن تنمية مواهب الطفل تظل في حاجة إلى تضافر كل مؤسسات المجتمع حتى ننشئ طفلأ سويأ بكل المقاييس.
| |
|