عدد الرسائل : 564 هوايتي : اعلام الدول : السٌّمعَة : 0 نقاط : 945 تاريخ التسجيل : 24/11/2008
موضوع: خطة العـــام الجديــــد الأحد ديسمبر 19, 2010 9:38 am
بسم الله ، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلمأما بعد .. أيها الأحبة في الله ..
أحبتي .. انظروا في عامكم المنصرم - ونحن الآن في آخر العام - هل أنت راض عن عملك فيه وجدك في طاعة الله عزَّ وجلَّ وتحصيل معالي الأمور من العلم النافع والعمل الصالح .. هل أنت راضٍ ؟!! .. وهل أنت راضية؟!!! فكر في خمس سنوات مضت .. أجري دراسة عليها .. هل الحال التي كنت فيها هي حال مرضية؟؟
إنها وقفة حساب لازمة .. ما الذي قررت أن تتغير فيه؟ هل ستستمر على هذا النمط في العام القادم ؟ هل يمكن بهذا النمط من العمل خلال خمس سنوات تصل إلى مطلوبك من العلم والعمل ورضوان الربِّ جلَّ جلاله أو أنك تحتاج إلى المزيد وإصلاح الوضع والحال؟ أحبتي .. إننا نحتاج إلى خطة عمل نجتمع جميعًا عليها ليكون عامنا القادم – إن شاء الله – عام النقلة في الحياة .. عام الخطوة الإيجابية .. عام الطفرة الإيمانية .. ولم لا ؟ لماذا لا يكون عام (ختم القرآن) لكثير منَّا؟ ماذا لو تعاهدت معي الآن على البدء من أول يوم من المحرم إلى نهاية شهر شعبان فتحفظ كل يوم ربع حزب فتنتهي من ختمة كاملة في هذا الوقت؟ لماذا لا يكون عام (معرفة الرحمن) فتنتهي من مدارسة (أسماء الله وصفاته) بواقع اسمين في كل أسبوع؟ لماذا لا يكون عام (العباد المكرمون) فتعوِّد نفسك على طاعات كبار، تصوم نصف العام صيام داود، تتدرج في القيام حتى تثبت (إحدى عشرة ركعة )، وتختم القرآن كل أسبوع، وتحافظ على أورادك من الذكر والنوافل؟
لماذا لا يكون عام (العلم الفرض) فتنتهي من مدارسة كتاب مثل: منهاج المسلم للشيخ أبي بكر الجزائري، أو كتاب (مختصر الفقه الإسلامي) للشيخ التويجري ؟ لماذا لا يكون عام (الدلالة على الخير) فتستغل قدراتك ومواهبك في نشر الدعوة الإسلامية في الآفاق عبر الانترنت أو أي مشروع دعوي خيري أو في المسجد، تساهم في معهد إعداد دعاة، في جمعية تحفيظ للقرآن ( لن تعدم خيرًا ) لكن قدِّم براهين انتمائك لهذا الدين . لماذا لا يكون عام (استباق الخيرات) فتفتح في كل باب تستطيعه، وتصحب الأخيار، وتسابق الأبرار في طاعة العزيز الجبار ؟؟
ولكي يتحقق لك هذا أوصيك بوصايا العام، لعل الله تعالى أن يجعله خير أعوامنا : أولاً: القلوب الفارغة من طاعة الله مُوكلةٌ بالشهوات، فلا تكن من أهل الفراغ، فأنت صاحب رسالة .. ودينك دينك، لحمك دمك، وإياك أن تموت والإسلام ليس عزيزًا .. ثانيًا: أفضل أمر الدين والدنيا وأشرفه العلم النافع والعمل الصالح .. فكل الناس في خسر إلا متعلم فعامل فداعٍ إلى الله تعالى، فاذكر دائمًا "سورة العصر" فإنها منهاج حياة . ثالثًا: لا تمل مع الهوى وحلاوة الدنيا فإنهما يصُدَّانكَ عن الشغل بمعادكَ .. وتكون كالغريق المشتغل عن التدبير لخلاص نفسه بحملِ بضاعةٍ ثقيلة قد اغتر بحسنها وهي سبب عطبه، فتذكر أن عنوان دخول الجنة "ونهى النفس عن الهوى"
رابعًا: يبقى الصالح صالحًا حتى يُصاحب فاسدًا، فإذا صاحبهُ فسد .. مثل مياه الأنهار تكونُ حُلوةً عذبةً حتى تُخالِطَ ماء البحر، فإذا خالطته ملُحتْ وامترتْ وفسدتْ، فالدعاية إلى مخالطة أهل المنكر لجذبهم عنه خِدْعَة من إبليس وأتباعه لِسُخَفَاءِ العُقول .. فاعلم أنك على دين خليلك، فانظر من تخالل . خامسًا: بادروا فإذا هممتم بالخير فقدموا فعله، لئلا يعارضكم سواه فتوقفوا عنه .. قال الشاعر: وإذا هممت بأمر سوءٍ فاتئدْ ... وإذا هممت بأمر خير فاعْجَل . في أمر الآخرة " وسارعوا " " سابقوا " .. وفي أمر الدنيا " فامشوا في مناكبها " .. فتفهَّم.
سادسًا: الحساب على مثاقيل الذر .. فإذا فرط من الإنسان بادرة إثم بأن ارتكب منكرًا فعليه أن يُقلع فورًا ويتوب توبةً نصوحًا ولا تحمله السلامةُ منها على العودة إليها، فإنها وإن سترت عليه في الدنيا، فإن أمامه يومُ الدين يومُ المجازات على الأعمال، قال الله جلَّ وعلا وتقدَّس { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7,8] سابعًا: وليكن همكم مصروفًا إلى طاعة ربِّكم سبحانه وتعالى، واجتهدوا في دعائه بقلوب سليمة، واعتقادات مستقيمة .. يستجب لكم، ويبلغكم آمالكم، ويفتح لكم أبواب الرشد في مساعيكم، ويعصمكم من أفكار السُوء، ويحفظ أنفسكم من المكاره، وينجيكم من فخاخ الآثام، ويردَّ عنكم المخاوف، فما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها. ثامنًا: راقب نفسك في الخلوات .. فلا تكن وليًا لله في العلانية وعدوهُ في السر.
تاسعًا: إذا كانت الآخرة بالقلب جاءت الدنيا تزاحمُها وإذا كانت الدنيا بالقلب لم تزاحمها الآخرة؛ لأنها كريمة .. فاجعل الآخرة في قلبك. عاشرًا: من يقول : لا أقدر، قلت له: حاول .. من يقول: لا أعرف، قلت له: تعلَّم .. ومن يقول: مستحيل، قلت له: جَرِّب.
فاسأل الله تعالى أن يجعله عام خير وبركة وسداد ورشاد، وأن يجعلنا من أوليائه الذين يحبهم ويحبونه، ومن أصطفيائه الذين يجاهدون فيه حق الجهاد .. قرت أعينكم برؤية ربكم في الجنة، وبمرافقة حبيبكم المصطفى في الفردوس، وجمعنا وإياكم على الخير دائمًا . محبكم في الله هاني حلمي 29 ذو الحجة 1430