غزوة أحد وقعت في يوم
السبت،
السابع من شوال في السنة
الثالثة للهجرة [1] والتي تصادف
23 مارس 625 م، بين
المسلمين في
يثرب بقيادة الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم وأهل
مكة وأحابيشها ومن أطاعها من قبائل كنانة وأهل تهامة
[2]. كانت قوة المسلمين تقدر بحوالي 700 مقاتل
[3] وقوة أهل مكة وأتباعها تقدر بحوالي 3000 مقاتل من
قريش والحلفاء الآخرين وكان في الجيش 3000 بعير و200 فرس و 700 درع وكانت القيادة العامة في يد
أبي سفيان بن حرب وعهدت قيادة الفرسان
لخالد بن الوليد يعاونه
عكرمة بن أبي جهل
[4].
تمكن جيش
أبي سفيان من تحقيق نصر عسكري بواسطة هجمة مرتدة سريعة بعد نصر أولي مؤقت للمسلمين الذين انشغل البعض منهم بجمع الغنائم وترك مواقعهم الدفاعية التي تم التخطيط لها قبل المعركة وتمكن بعض أفراد جيش أبي سفيان من الوصول إلى الرسول محمد و إصابته وشج أحدهم (وهو عبدالله بن شهاب) جبهته الشريفة واستطاع ابن قمئة الحارثي من إصابت انفه الشريف. يعتقد المؤرخون أن من الأسباب الرئيسية للهزيمة العسكرية للمسلمين هو مغادرة المواقع الدفاعية من قبل 40 راميا من أصل 50 تم وضعهم على جبل يقع على الضفة الجنوبية من وادي مناة، وهو ما يعرف اليوم بجبل الرماة والإشاعة عن مقتل النبي محمد أو صرخة الشيطان التي كان مفادها
«ألا إن محمدا قد قتل
» [
[ السياسة بعد غزوة بدراستنادا إلى كتاب "سيرة رسول الله" للمؤرخ
ابن إسحاق فإن الرسول مكث في المدينة 7 ليال فقط بعد
معركة بدر حيث قام بغزو بني سليم. وحسب رأي القمني في كتابه حروب دولة الرسول، تعد هذه إشارة إلى محاولة الرسول تقطيع أوصال الإيلاف القرشي لصالح الكيان الإسلامي الحديث النشوء وتم اختيار بني سليم حسب رأي القمني كذلك كونها من القبائل الكبرى في
الجزيرة العربية. بينما تشير المصادر التاريخية مثل أن غزوة بني سليم كانت بسبب تحضيرهم لمهاجمة المدينة
[5] ولكن بنو سليم هربوا من مضاربهم لمجرد سماعهم بقدوم المسلمين وتركوا وراءهم 500 بعير مع الرعاة حسب سيرة الحلبي صفحة 480.
بعد غزوة بني سليم بشهر خرج الرسول
محمد برجاله لتأديب غطفان على حلفها مع بني سليم في الغزوة المعروفة
غزوة ذي أمر واستنادا إلى
البيهقي فإن غطفان هربت كما سبقهم بنو سليم وهناك مصادر تشير إلى أن "جمعا من ثعلبة ومحارب بذي أمر قد تجمعوا يريدون أن يصيبوا من أطراف الرسول محمد"
[6]، وبات المسلمون يشكلون خطرا حقيقيا على اقتصاد
مكة عن طريق السرايا التي كانت تقطع طريق قوافل
قريش التجارية وعن طريق الإغارة على القبائل لإجبارها على قطع موالاتها لمكة. وحسب رأي
سيد القمني I"يرى المؤرخون أن السلاح الذي فاض بعد انتصار
المسلمين في
معركة بدر والمال الذي جاء من فداء الأسرى المكيين تزامنت مع آيات
قرآنية تنسخ ما سلف من آيات سابقة وكانت الآيات الجديدة تحمل روحا
سياسيا جديدا فعلى سبيل المثال قالت آيات ماقبل انتصار بدر
«إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون
» (
سورة البقرة) بينما نصت آيات المرحلة الجديدة
«إن الدين عند الله الإسلام
» (
سورة آل عمران) و
«ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
» (
سورة آل عمران)"
يعتقد بعض المفسرين أن تحليل
سيد القمني مشكوك فيه لأنه و طبقاً للمفسرين فمن المعلوم في الشريعة الإسلامية أن المنسوخ هو الأحكام ولم يقل أحد بأن التقرير ينسخ. فآية {إن الذين آمنوا والذين هادوا...} تقصد من كانوا على ديانة
اليهودية إلى فترة النبي عيسى ثم النصارى إلى فترة النبي محمد. والصابئة وهم موحدون على الفطرة من غير نبي إلى أن تبلغهم دعوة نبي زمانهم [
انظر تفاسير ابن كثير و الطبري و القرطبي لآية النسخ: البقرة 106 ]
حدثت في هذه الفترة الانتقالية حادثتين مهمتين يمكن اعتبارهما من رموز بداية مؤسسة سياسية مركزية واحدة تتجاوز القبائل المتحالفة إلى الدولة الموحدة وهاتان الحادثتان هما مقتل
كعب بن الأشرف وغزوة بني قينقاع.
خريطة المعركة، لاحظ تخطيط المسلمين المستمر