المهر ليس تثميناً أو شراء للمرأة، ولا تكاليف الزفاف الباهظه رمزاً لتكريمها .. فلا يخفى على عاقل ما في غلاء المهور من المفاسد والمضار التي منها انتشار العنوسة بين الجنسين وإثقال كاهل المتزوجين بديون يرزحون تحت وطئتها لسنوات عديدة.
نجد ان ظاهرة " إرتفاع تكاليف الزواج " من مهرعالي وحفلة خطبة باهظة التكاليف وحفل الزفاف وما يتطلبه التقليد " الشيطاني " غير المبرر فيه من تفاصيل تثقل كاهل المتزوج " المسكين " الذي أنتظر السنوات الطوال وجمع ما أدخره طوال هذه السنوات ليظفر"ببنت الحلال " ولكن للأسف يتفاجأ المسكين بطلبات جنونية للحفلات التي تغرق في المظاهر والشكليات الجوفاء ..
وجرت العادة ان هذه الطلبات لا يتم العلن عنها إلا بعد عقد القران بأبنتهم .. حيث تتم "المصيدة " !!
انتشرت هذه الظاهرة وانتشرت معها ظاهرة الطلاق ..!! فسبحانك يارب .. عندما خرجوا عن شريعتك السمحاء وعن سنة نبيك أصابهم البلاء ..!!
فمن أراد معرفة اليسر في الزواج فليقرأ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تزوجه وتزويجه وهدي صحابته – رضي الله عنهم –
أختي الغالية ، المقبلة على الزواج :
إتقي الله فيما تفعلين .. فهذا الشخص الذي تثقلين عليه بالديون و تفلسين جيبه ومدخراته .. هو زوجك وهو الشخص الذي ستشاركينه أفراحه واحزانه .. فلا تكوني أحد الأسباب الحقيقية في همومه .. لاتقعي فريسة التقليد ، ولاتكوني " إمعة " تستمع لأحاديث الشياطين " إن المبذرين أخوان الشياطين " .. إغتنمي فرصة إثبات حبك لمن ستشاركينه باقي أيام عمركِ .. خففي عليه تكاليف زفافكِ الباهظة و الغير مبرر فيها .. فكري فيما بعد كل هذه المظاهر ! .. هل سترتاحين وانتي تشاهدين زوجكِ غارق تحت وطأة الديون ؟! .. فكم من زواج دفعت فيه مئات الالآف ولم يدم سوى أيام ..
فأين البركة من هذا الزواج ؟!!
فإلى أم المستقبل ..
فكري ملياً .. هل بعد هذا العلم والشهادات العليا .. يكون تفكيرك تحت قدميك ؟ ماذا لو تم زفافكِ بكل يسر وبساطة .. وفزتِ بتوفيق من الله وبركته التي لا تقدر بمال او ثمن .. فشتان بين الزواج المبارك فيه .. و الزواج الذي عظمت فيه المفاسد ..
يقولون : لا تطرق الباب وليس لديك مبلغ وقدره .. إدفع و استلم ...
سبحان الله كأنها بيعة ! وما الفرق بينها وبين اي شئ يشترى ؟ أين الكلام الطيب في بداية الخطبة ؟ : نحن لا نبحث عن المال او الجاه وإنما نبحث عن رجل ذو خلق عظيم! ينقلب هذا الكلام إلى شروط قاهرة وصفعات للشاب صفعة تلو الأخرى من طلبات و تكاليف لم تكن في الحسبان لليلة واحدة يتم صرف كل هذه الموال .. لا يسألونه من اين لك المال .؟ او كيف ستتصرف ؟ او هل باستطاعتك فعل هذا او شراء ذلك ! .. وعند وقوع الفاس في الراس .. يقولون لم طلق ابنتنا ؟
أن ارتفاع المهور يرجع إلى " التفاخر " وأن بنت فلان دفع لها المبلغ الفلاني وتلك كان مهرها كذا.
اصبحت " بروتوكولات " الخطبة بها الكثير من " اللف و الدوران " فهم في البداية لايطلبون اي شئ !
ولكن بعد " عقد القران " يطلبون كل شئ !
تقول إحدى الأخوات عن مظاهر إقامة الحفل وارتفاع تكاليفه :
إن هذه الأمور الغريبة على مجتمعنا نتجت عن حب التقليد والغيرة من عرس فلانة وعلانة والحل لهذا الوضع هو بأن يعرف كل ولي أمر أن هذه التكاليف الباهظة ستحجز لابنته مكاناً في صف العوانس !
وأحد الأخوة يعود بذاكرته بعضاً من " التاريخ " حين كان أهل الفتاة يشترون الرجل لأخلاقه وشجاعته ، أما في الحاضر : فهم يغضون النظر عن هذه الصفات ويبحثون فقط عن الرصيد !
كيف سيكون حالنا لو إقتدينا بالقول المأثور : " يسروا ولا تعسروا " في كل أمر من أمور حياتنا لتغيرت أشياء كثيرة من الأسوأ إلى الأحسن ،,,, وتعتقد أن المبالغة في طلبات بعض الأهل هو من الإسراف الذي نهى عنه الإسلام ،
ولن تنفع بقدر ما تضر ..
للأسف ينظر الكثير من الفتيات إلى المظاهر الخارجية والتي لا تشكل إلا أعباء اقتصادية تزيد من حجم المشكلة .. وهذا ما يحدث فعلاً في مجتمعنا ؛ فالعريس لا بد أن يقيم حفلة زفاف على آخر موضة وإلا فلن يكون من الذين يعيشون في هذا المجتمع .. والمشكلة تكمن في أن البعض لا يعلم أن هذه الشكليات لا أساس لها ، وأن التعاون والأخلاق هي الطريق الآمن لبقاء الحياة الزوجية ..
وقبل أن نغلق نافذتنا الصغيرة هذه .. نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :