لماذا نعلم التفكير؟

لماذا نعلم التفكير؟

جاءت ايات الله تدعونا للتفكر والتدبر والتأمل في هذا الكون الفسيح لتشهد على عظمة الخالق وابداعه ..
قال تعالى
" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ *
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "
(90-91 أل عمران)

سبحانه ما اعظم شأنه.

كرم الانسان، ورزقه العقل والفؤاد، ليخرج بهما من التيه والضياع،
واودعه هذه الارض ليعمرها ويرتقي بنفسه فيها.
فلا بد اذا من التفكير والتامل والتروي في الامور كلها، والعمل على ضبط النفس
وتوجيهها توجيها حكيما بعيدا عن غلبة النفس والشهوة.
وكلما كان الانسان اشد رقابة وضبطا لنفسه كلما استطاع ان يوجهها بما فيه خيره وصلاحه.
فلا بد اذا من اعمال العقل وتعزيز دوره في المواقف المختلفة.
وكلما كان الانسان حريصا على تطويرعقله من خلال الانشطة المختلفة واثارة التفكير والتدبر، كلما ازداد تعقلا وحكمة،
فقد وهبنا الرحمن هذه النعم ، وترك لنا دور استغلالها وتوجيهها وتنميتها
افلا نسعى الى استغلالها على الوجه الاكمل؟
فهي نعم لا تقدر بالملايين
((وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها))

تصور امامك من حرم نعمة العقل، الا تشعر بقيمته لديك حينئذ؟
لماذا اذا نغفله ونترك انفسنا لاهواءنا في كثير من الاحيان؟

تصور امامك من حرم اي نعمة من النعم التي انعم الله بها علينا ؟ كالكلى مثلا
(تراه يذهب مرة بعد اخرى لغسل الكلى وعلى استعداد ان يدفع الاف الريالات في سبيل الحصول على كلية سليمة من متبرع)
الا تشعر بعظمة هذه النعمة لديك؟
هذا الجهاز الذي يقوم بعملية فلترة للسوائل في اجسامنا بنظام دقيق، وهبنا اياه الواهب القدير ،
ونحن غافلون عن عظمة هذه النعمة، ولا ننتبه اليها الا حينما نفقدها.
" وفي أنفسكم أفلا تبصرون" (21 الذاريات)

فلا بد من التفكر والتأمل، ففيه من الخير الكثير. وهو طريقنا للنجاح في الحياة، سواء على مستوى الصحة،
حينما لا نلقي بانفسنا الى التهلكة ونحرص على انتقاء ما ينفعنا،
او على مستوى التحصيل العلمي، او على مستوى الوظيفة وغيرها.

وهو طريقنا الى تنمية نسبة الذكاء لدينا حيث به نستطيع ان نعالج امورنا بحكمة اكثر، ونتجنب المواقف المحرجة .
وذكاءنا يدفعنا لحسن الاختيار وللعمل بما فيه خيرنا وصلاحنا في ديننا ودنيانا.

نسأل الله أن يجعلنا من المتفكرين فى خلقه والشاكرين لنعمه