وان كثرت عيوبك في البرايا= وسرّك أن يكون لها غطاء تستّر بالسخاء فكل عيب= يغطّيه , كما قيل, السخاء ولا ترج السماحة من بخيل= فما في النار للظمآن ماء
الدنيا سراب
وما هي الا جيفة مستحيلة= عليها كلاب همّهنّ اجتذابها فان تجنّبتها كنت سلما لأهلها= وان تجتذبها نازعتك كلابها فطوبى لنفس أولعت قعر دارها= مغلّقة الأبواب مرخيّ حجابها
الشدائد
ولربّ نازلة يضيق لها الفتى= ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها= فرجت وكنت أظنها لا تفرج
الصديق عند الضيق
صديق ليس ينفع يوم بؤس= قريب من عدوّ في القياس وما يبقى الصديق بكل عصر= ولا الاخوان الا للتآسي عمرت الدهر ملتمسا بجهدي= أخا ثقة فألهاني التماسي تنكّرت البلاد ومن عليها= كأن أناسها ليسوا بناسي
يا واعظ الناس
يا واعظ الناس عمّا أنت فاعله= يا من يعدّ عليه العمر بالنفس احفظ لشيبك من عيب يدنّسه= ان البياض قليل الحمل للدنس كحامل لثياب الناس يغسلها= وثوبه غارق في الرجس والنجس تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها= ان السفينة لا تجري على اليبس
حسن النصيحة
تعمّدني بنصحك في انفرادي= وجنّبني النصيحة في الجماعة فان النصح بين الناس نوع= من التوبيخ لا أرضى استماعه
مهانة النفس
صن النفس واحملها على ما يزينها= تعش سالما والقول فيك جميل ولا تولّين الناس الا تجمّلا= نبا بك دهر أو جفاك خليل وان ضاق رزق اليوم فاصبر الى غد= عسى نكبات الدهر عنك تزول
الرضا بالقدر
دع الأيام تفعل كما تشاء = وطب نفسا اذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي= فما لحوادث الدنيا بقاء وكن رجلا على الأهوال جلد= وشيمتك السماحة والوفاء ورزقك ليس ينقصه التأني= وليس يزيد في الرزق العناء ومن نزلت بساحته المنايا= فلا أرض تقيه ولا سماء وأرض الله واسعة ولكن= اذا نزل القضاء ضاق الفضاء دع الايام تغدر كل حين= فما يغني عن الموت الدواء