pure daisy عضو فضي
عدد الرسائل : 268 العمر : 38 المزاج : optimistic هوايتي : اعلام الدول : السٌّمعَة : 0 نقاط : 503 تاريخ التسجيل : 27/12/2008
| موضوع: انتفاضة أخرى....أليست خيارا؟ الجمعة أكتوبر 02, 2009 5:01 pm | |
|
انتفاضة أخرى....أليست خيارا؟
في ظروف تتضاءل فيها الخيارات العربية الى حد الشلل، وعدم القدرة على التاثير في مجرى الاحداث، وفي ظروف استطاعت فيها اسرائيل ان تغلق كل الطرق المؤدية الى سلام عادل قد يعيد الحقوق، ولو في حدها الادنى، بعد ان اتضح ان الولايات المتحدة اصبحت عاجزة عن زحزحة اسرائيل عن مواقفها ولو في اقل القضايا اهمية، فان التفكير بخيارات اخرى ممكنة وجائزة يصبح ضروريا وواجبا للخروج من هذا المازق .
وفي اطار التفكير في هذه الخيارات، فانه ليس مطلوبا من العرب أن يشنوا حربا على إسرائيل فهم لا يستطيعون مجرد طرح هذا الخيار المستحيل ،والذي لايمكن وضعه على قائمة التكهنات او الاحتمالات في الظروف الحالية او المتوقعة .
كما انه ليس مطلوبا من العرب أن يقطعوا علاقاتهم مع الولايات المتحدة باعتبارها الداعم الوحيد لإسرائيل، .فالعلاقات العربية مع الولايات المتحدة خط أحمر، سواء في عهد أوباما أو من قبله، اومن سيأتون بعده، ولذا فانه من الخطأ الذي يحسب من الأخطاء الكارثية التفكير في مثل هذا الخيار، باعتباران واشنطن ورغم اخفاقاتها، هي اللاعب الوحيد والاهم في الشرق الاوسط الذي لايمكن التوقف عن طلب خدماته ليس في النزاع مع اسرائيل فقط .
وليس من الممكن والمعقول ان تتوقف الخيارات العربية عند الاستمرار بالتمسك بخيار السلام، ووضع كل الامال في سلة واشنطن لتحقيقه، وفي نفس الوقت اعتماد لغة الكلام حتى ولو لم تؤد إلى نتيجة، في مواجهة فعل إسرائيلي متواصل في كل الاتجاهات الاستيطانية والتهويدية والقتل والاعتقال متى شاءت وأين شاءت، فيما تحتله من الأراضي العربية، في الوقت الذي تنذر فيه من هم خارجها بالويل والثبور، إن هم حاولوا مجرد إزعاجها.
في ضوء ذلك كله لابد من التفكير بالعودة مرة اخرى الى الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، ليتحمل فوق ما يتحمله، ويأخذ الأمر بيده ، فهو في النهاية المتضرر الأول من كل ما تقوم به إسرائيل، وما تواصله من سياسات ستؤدي في حال استمرارها إلى الاستيلاء على ما تبقى من الأرض ، بالمصادرة أو بالاستيطان واستخدام الرصاص، في عمليات القتل الفردي و الجماعي ، عدا عن الاعتقالات اليومية .
إنتفاضة فلسطينية جديدة في الأراضي المحتلة تبدو في هذه الظروف هي الخيار الاجدى لتعديل المعادلات القائمةعلى عوامل القوة الاسرائيلية والضعف العربي، لاضاءة شمعة في هذا الليل العربي والفلسطيني الذي يسعى لمفاوضات عبثية مع حكومة إسرائيلية تمارس لعبة استهتار مكشوفة لطرف عربي، فقد كل أوراقه، ولا يستطيع حتى استخدام ما لديه من أوراق محتملة.
كل جهود السلام التي بذلت منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية عام سبعة وستين، لم تحقق ما حققته انتفاضة عام سبعة وثمانين . فتلك الانتفاضة وما تخللها وتلاها من أعمال بطولية غيرت وجه إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، وأجبرت حكومات إسرائيل على التعاطي مع منظمة التحرير الفلسطينية ، كجهة ممثلة للشعب الفلسطيني، وليست منظمة إرهابية لشعب غير موجود . كما نقلت قيادة فلسطين إلى أرض فلسطين، بغض النظر عن وجهة نظر الكثيرين بالنتائج التي أسفرت عنها مفاوضات أوسلو ، والتحايل الإسرائيلي على العملية برمتها بعد ذلك .
الدعوة لانتفاضة فلسطينية جديدة، تعني الدعوة لتحمل الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة أعباء جديدة ومكلفة على جميع الصعد ، وهذا صحيح، غير أن الشعب الفلسطيني يتحمل الآن كل صنوف الغطرسة والأطماع الإسرائيلية، وها هي إسرائيل تمارس عمليات القتل والاعتقال والإغلاق والاستيطان والمصادرة في كل يوم فهل يخشى الغريق من البلل.
لقد تحمل الشعب الفلسطيني الكثير عبر العقود الماضية، وهي ضريبة لا بد من أن تدفعها الشعوب التي تتعرض للقهر والاحتلال ومحاولات الالغاء . وإذا كانت قضية هذا الشعب تتطلب مزيدا من التضحيات ، فلا بد من تقديمها بغض النظر عن كلفتها. وأي انتفاضة جديدة يجري التخطيط لها بتضامن فلسطيني شامل، ستعطي نتائج سياسية لا يمكن أن تصل إليها لغة الكلام العربية ومحاولات الاسترضاء الأمريكية لإسرائيل ، مهما قيل فيها ومهما طالت وتعددت تفاصيلها.
إنها الخيار والورقة التي لا بد منها لمواجهة هذا الانسداد والحاجز الذي تقيمه إسرائيل أمام الفلسطينيين والعرب و أمام قلة حيلة الأمريكييين ، للوصول إلى سلام يمكن أن يوصف بأنه سلام عادل ونهائي . ولو كان بمقدور ادارة اوباما ان تعبر عن ما في داخلها بعد شهور من الصلف الاسرائيلي ، لقالت للعرب تحركوا وساعدونا بالضغط على اسرائيل ولو بانتفاضة اخرى .
Almajali.abdalhameed@yahoo.com د.عبدالحميد مسلم المجالي
| |
|